بسم الله الرحمن الرحيم
من أسباب تساقط الشباب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد تضافـرت الأدلـة مـن الكتـاب والسنة علــى أهمية الدعـوة وفضلها؛ فلن أستطرد في ذلك، وما دامت هذه الطاعة قد انتسبت إلـى الإيـمــــــان فإنها معرضة لما يتعرض له الإيمان من الزيادة والنقص؛ فالإيمان يزيد وينقص كما هو مـعـلــوم، وأصبحت الدعوة ـ باعتبارها من الإيمان ـ ككل عمل إيماني يعلو فيصل الأوج والذروة أحـيـانـاً- اعتقاداً وحماساً- وينحدر متضائلاً تارة أخرى، والفائز الذي لا يغالي عند التعالي، ولا يـســــرف عند الهبوط، وذلك بأن يلزم هدي السنة النبوية الشريفة،
• قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} [البقرة:137].
• وقال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ} [التوبة:100].
• وقال النبي صلى الله عليه وسـلـم: «لـكــل عمل شِرَّة ولكل شرة فترة؛ فمن كانت فترته إلى سُنَّتي فقد اهتدى»، وفي لفظ آخر: «ومن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى».
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ».
وقد رأينا شبابًا أول مقدمهم الدعوة شعلة من حماس، ثم لم يلبثوا أن فتروا وتركوا، وانشغلوا ونسوا أمر الدعوة إلى الله جملة وتفصيلا، فأحببت أن أشير إشارات إلى سبب هذه الغفلة، وفي ثناياها علاجها:
أسباب تساقط الشباب:
1- عدم إخلاص النية لله:
. قال تعالى:{ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
2- تخويف أعداء الله للعبد بقطع المعاش أو الفصل من الوظيفة ونحوها:
• قال ـ تعالى ـ: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وخَافُونِ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].
3- خذلان أهل الحق والخير ممن كان يُؤمَّل فيهم نصرة الدعوة. قال الشاعر ـ وما أحسن ما قال ـ:
وظلــم ذوي القــــربى أشد مضاضة ** علــى المرء مــن وقــع الحسام المهند
4-قراءة الواقع قراءة سلبية تؤدي بالداعية للإحباط واليأس، فيترك طريق الدعوة:
• قال تعالى: {وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:78].
5- عدم القناعة الكافية بطريق الدعوة:
• قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ} [البقرة:285].
6- تعلق قلب الداعية بالدنيا وكراهية الموت:
• قال تعالى: {أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} [التوبة:38].
7- الانفتاح على الأعمال التجارية والدنيوية دون الالتزام بوسائلها الشرعية:
• قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20].
8- الأمراض النفسية كالعجب والغرور والحسد وغيرها:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه».
9- الحيل النفسية وهي كـثـيـرة، مـنهـا: احتقار الداعية لنفسه، أو الخوف الموهوم،أو الخجل المذموم أو غيرها..
10- فـقـدان الـتربية الذاتية الجادة؛ فمجرد الابتعاد عن وسط من الأوساط قد يكون كفيلاً بأن يرجع الداعية الضعيف عما كان عليه من العمل الدعوي:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
11- غـيـاب الأهــــــداف الرئيسة للدعوة الإسلامية في هذا الوقت عن ذهن الشاب المسلم كالرجوع بالأمة الإسلامـيـة إلى عزها ومكانتها، وإعادة حكم الله في الأرض، ونشر العقيدة الصحيحة، إضافة إلى الحرص على هداية الناس:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم».
12 - تسرب فكرة (طلب العلم أولاً ولفـترة معينة، ثم الانتقال إلى الدعوة إلى الله).ولم يبيِّن لنا أصحاب هذه الفكرة: إلـى مـتى يـطـلبون العلم؟ وما هو الحد الذي إذا وصلوه سينتقلون منه إلى الدعوة إلى الله؟ وأصحاب هذه الـفـكـرة ـ بـلا شـك ـ لم يستوعبوا طبيعة هذا الدين منذ أن نـزل علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس:
• يقول صلى الله عليه وآله وسلم:«بلِّغوا عني ولو آية».
• وقد ثـبـت أنــه صلى الله عليه وسلم استعاذ من علم لا ينفع؛ فقد ورد ذلك في حديث زيد بن أرقم وأنس وعـبـــد الله بن عمرو بــن العاص وأبي هريــرة ـ رضي الله عنهم ـ:«اللهم إني أعـوذ بك مــن علم لا ينفع».
• وعن جابر ـ رضي الله عــنـه ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال:«سـلوا الله علمـاً نافعاً، وتعـوَّذوا بالله مــن علم لا ينفع».
• وعن سلمان ـ رضي الله عنه ـ قال:«علــم لا يُقَالُ به ككنز لا ينفق منه».
• وحيـن سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال الهلال يبدو صـغـيـراً ثـم يكـبــر؟ نزل قول الله ـ تعالى ـ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ ولَيْسَ البِرُّ بِـأَن تَـأْتُـــوا الـبُـيُـوتَ مِن ظُهُورِهَا ولَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189].
• وحين سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال له:«ماذا أعددتَ لها؟».
فماذا تعني ـ بالله عليكم ـ الاستعاذة من علم لا ينفع، والتوجيه إلى السؤال العملي الجاد؟
ألـيـس يعني أن العلم ما لم يَقُدْ صاحبه إلى نتيجة عملية يعتبر من العبث، بل مما يُستعاذ منه؟
فـحــــــري بطلبة العلم أن يتربوا ويُرَبُّوا على أن لا يكون شحن الذهن بالمعلومات هو الهدف الـنـهـائي والـغـايـة القصوى..
بل يكون التعلم للعمل والدعوة إليه، وأن يدركوا أن مجرد التعلم والانشغال بــــه لا يغني عن تصحيح النية وإخلاصها لله وحده، إذاً فلا علم بلا دعوة، ولا دعوة بلا علـم، وهـــذا هو دين الله، وعلى من يعترض علينا أن يأتي ببينة سليمة من سيرة السلف تشهد لكلامه.
13 - جـهــل الواقع والبعد عن فقهه ومعرفته فلا يستطيع التعرف على مشكلات مجتمعه وواقعه ويؤدي ذلك به إلى ترك الدعوة أو الضعف عنها.
14 - تأثير التفرق والاختلاف بين الدعاة والجماعات الإسلامية على الداعية، فيؤدي به ذلك إلـى اجـتـنـاب طـريـق الدعوة:
• قال ـ تعالى ـ: {ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]،
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا ما عليه اليوم أنا وأصحابي ». فلا يشغلنك التفرق والخلاف، واستمسك بالحق الذي تعرف، وانطلق.
15- قـلـة الـعـلـم وقلة التأصيل الشرعي للقضايا والمسائل الحادثة والنوازل؛ فهذا بدوره يُضعف الداعية عن المضي قدماً في دعوته.فعالج ذلك بكثرة الإطلاع و سؤال أهل الاختصاص.
16 - الإغراق فـي الـجـدل مع أصحاب الأهواء وإضاعة الوقت في ذلك، فهذا مما يضعف الهمة ويغفل عن جوانب أخرى كثيرة، وقد يتأثر بهم ويسقط معهم:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ».
17 - عدم فقه المصالح والـمـفـاســـــد وإدراك ظروف المرحلة التي تعيشها الدعوة، فيقدم المفضول على الفاضل، وهكذا.
18 - عدم الصبر عند وقوع الابتلاء والأذى في سبيل الله:
• قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ} [العنكبوت:10]،
• وقال عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ} [الحج:11].
19 - عدم التعود على إنكار المنكر والـنـفــــرة منه ومجابهته، فيألف المنكر مما يسبب له التساقط والنكوص:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
• وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه».
من أسباب تساقط الشباب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد تضافـرت الأدلـة مـن الكتـاب والسنة علــى أهمية الدعـوة وفضلها؛ فلن أستطرد في ذلك، وما دامت هذه الطاعة قد انتسبت إلـى الإيـمــــــان فإنها معرضة لما يتعرض له الإيمان من الزيادة والنقص؛ فالإيمان يزيد وينقص كما هو مـعـلــوم، وأصبحت الدعوة ـ باعتبارها من الإيمان ـ ككل عمل إيماني يعلو فيصل الأوج والذروة أحـيـانـاً- اعتقاداً وحماساً- وينحدر متضائلاً تارة أخرى، والفائز الذي لا يغالي عند التعالي، ولا يـســــرف عند الهبوط، وذلك بأن يلزم هدي السنة النبوية الشريفة،
• قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} [البقرة:137].
• وقال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ} [التوبة:100].
• وقال النبي صلى الله عليه وسـلـم: «لـكــل عمل شِرَّة ولكل شرة فترة؛ فمن كانت فترته إلى سُنَّتي فقد اهتدى»، وفي لفظ آخر: «ومن كانت شرته إلى سنتي فقد اهتدى».
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ».
وقد رأينا شبابًا أول مقدمهم الدعوة شعلة من حماس، ثم لم يلبثوا أن فتروا وتركوا، وانشغلوا ونسوا أمر الدعوة إلى الله جملة وتفصيلا، فأحببت أن أشير إشارات إلى سبب هذه الغفلة، وفي ثناياها علاجها:
أسباب تساقط الشباب:
1- عدم إخلاص النية لله:
. قال تعالى:{ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5].
2- تخويف أعداء الله للعبد بقطع المعاش أو الفصل من الوظيفة ونحوها:
• قال ـ تعالى ـ: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وخَافُونِ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].
3- خذلان أهل الحق والخير ممن كان يُؤمَّل فيهم نصرة الدعوة. قال الشاعر ـ وما أحسن ما قال ـ:
وظلــم ذوي القــــربى أشد مضاضة ** علــى المرء مــن وقــع الحسام المهند
4-قراءة الواقع قراءة سلبية تؤدي بالداعية للإحباط واليأس، فيترك طريق الدعوة:
• قال تعالى: {وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف:78].
5- عدم القناعة الكافية بطريق الدعوة:
• قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ} [البقرة:285].
6- تعلق قلب الداعية بالدنيا وكراهية الموت:
• قال تعالى: {أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} [التوبة:38].
7- الانفتاح على الأعمال التجارية والدنيوية دون الالتزام بوسائلها الشرعية:
• قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20].
8- الأمراض النفسية كالعجب والغرور والحسد وغيرها:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه».
9- الحيل النفسية وهي كـثـيـرة، مـنهـا: احتقار الداعية لنفسه، أو الخوف الموهوم،أو الخجل المذموم أو غيرها..
10- فـقـدان الـتربية الذاتية الجادة؛ فمجرد الابتعاد عن وسط من الأوساط قد يكون كفيلاً بأن يرجع الداعية الضعيف عما كان عليه من العمل الدعوي:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
11- غـيـاب الأهــــــداف الرئيسة للدعوة الإسلامية في هذا الوقت عن ذهن الشاب المسلم كالرجوع بالأمة الإسلامـيـة إلى عزها ومكانتها، وإعادة حكم الله في الأرض، ونشر العقيدة الصحيحة، إضافة إلى الحرص على هداية الناس:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم».
12 - تسرب فكرة (طلب العلم أولاً ولفـترة معينة، ثم الانتقال إلى الدعوة إلى الله).ولم يبيِّن لنا أصحاب هذه الفكرة: إلـى مـتى يـطـلبون العلم؟ وما هو الحد الذي إذا وصلوه سينتقلون منه إلى الدعوة إلى الله؟ وأصحاب هذه الـفـكـرة ـ بـلا شـك ـ لم يستوعبوا طبيعة هذا الدين منذ أن نـزل علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس:
• يقول صلى الله عليه وآله وسلم:«بلِّغوا عني ولو آية».
• وقد ثـبـت أنــه صلى الله عليه وسلم استعاذ من علم لا ينفع؛ فقد ورد ذلك في حديث زيد بن أرقم وأنس وعـبـــد الله بن عمرو بــن العاص وأبي هريــرة ـ رضي الله عنهم ـ:«اللهم إني أعـوذ بك مــن علم لا ينفع».
• وعن جابر ـ رضي الله عــنـه ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال:«سـلوا الله علمـاً نافعاً، وتعـوَّذوا بالله مــن علم لا ينفع».
• وعن سلمان ـ رضي الله عنه ـ قال:«علــم لا يُقَالُ به ككنز لا ينفق منه».
• وحيـن سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال الهلال يبدو صـغـيـراً ثـم يكـبــر؟ نزل قول الله ـ تعالى ـ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والْحَجِّ ولَيْسَ البِرُّ بِـأَن تَـأْتُـــوا الـبُـيُـوتَ مِن ظُهُورِهَا ولَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189].
• وحين سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال له:«ماذا أعددتَ لها؟».
فماذا تعني ـ بالله عليكم ـ الاستعاذة من علم لا ينفع، والتوجيه إلى السؤال العملي الجاد؟
ألـيـس يعني أن العلم ما لم يَقُدْ صاحبه إلى نتيجة عملية يعتبر من العبث، بل مما يُستعاذ منه؟
فـحــــــري بطلبة العلم أن يتربوا ويُرَبُّوا على أن لا يكون شحن الذهن بالمعلومات هو الهدف الـنـهـائي والـغـايـة القصوى..
بل يكون التعلم للعمل والدعوة إليه، وأن يدركوا أن مجرد التعلم والانشغال بــــه لا يغني عن تصحيح النية وإخلاصها لله وحده، إذاً فلا علم بلا دعوة، ولا دعوة بلا علـم، وهـــذا هو دين الله، وعلى من يعترض علينا أن يأتي ببينة سليمة من سيرة السلف تشهد لكلامه.
13 - جـهــل الواقع والبعد عن فقهه ومعرفته فلا يستطيع التعرف على مشكلات مجتمعه وواقعه ويؤدي ذلك به إلى ترك الدعوة أو الضعف عنها.
14 - تأثير التفرق والاختلاف بين الدعاة والجماعات الإسلامية على الداعية، فيؤدي به ذلك إلـى اجـتـنـاب طـريـق الدعوة:
• قال ـ تعالى ـ: {ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]،
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا ما عليه اليوم أنا وأصحابي ». فلا يشغلنك التفرق والخلاف، واستمسك بالحق الذي تعرف، وانطلق.
15- قـلـة الـعـلـم وقلة التأصيل الشرعي للقضايا والمسائل الحادثة والنوازل؛ فهذا بدوره يُضعف الداعية عن المضي قدماً في دعوته.فعالج ذلك بكثرة الإطلاع و سؤال أهل الاختصاص.
16 - الإغراق فـي الـجـدل مع أصحاب الأهواء وإضاعة الوقت في ذلك، فهذا مما يضعف الهمة ويغفل عن جوانب أخرى كثيرة، وقد يتأثر بهم ويسقط معهم:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ».
17 - عدم فقه المصالح والـمـفـاســـــد وإدراك ظروف المرحلة التي تعيشها الدعوة، فيقدم المفضول على الفاضل، وهكذا.
18 - عدم الصبر عند وقوع الابتلاء والأذى في سبيل الله:
• قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ} [العنكبوت:10]،
• وقال عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ} [الحج:11].
19 - عدم التعود على إنكار المنكر والـنـفــــرة منه ومجابهته، فيألف المنكر مما يسبب له التساقط والنكوص:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
• وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا منكرا فلم يغيروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه».